1 ث ُمَّ قالَتْ لَها حَماتُها: «يا ابْنَتِي، ألا يَنْبَغِي أنْ أسْعَى إلَى راحَتِكِ، لِيَكُونَ لَكِ خَيْرٌ؟
2 ف َها بُوعَزُ الَّذِي كُنتِ تَعمَلِينَ مَعَ خادِماتِهِ، هُوَ واحِدٌ مِنْ أقرِبائِنا. وَهُوَ اللَّيلَةَ يَدرُسُ الشَّعِيرَ عِنْدَ البَيدَرِ.
3 ف اغتَسِلِي وَتَعَطَّري وَالبِسِي ثَوباً جَمِيلاً، وَانزِلِي إلَى بَيدَرِ الدَّرسِ. وَلا تَدَعِي الرَّجُلَ يَعرِفَكِ حَتَّى يُنهِيَ طَعامَهُ وَشَرابَهُ.
4 ا عْرِفِي المَكانَ الَّذِي يَنامُ فِيهِ. ثُمَّ اذهَبِي هُناكَ وَارْفَعي الغِطاءَ عَنْ قَدَمِيهِ، وَنامِي هُناكَ. وَبَعدَ ذَلِكَ هُوَ سَيُخبِرُكِ بِما عَلَيكِ فِعلُهُ.»
5 ف َقالَتْ راعُوثُ لَها: «سَأفعَلُ كَما تَقُولِينَ.»
6 ف َذَهَبَتْ راعُوثُ إلَى بَيدَرِ الدَّرسِ، وَفَعَلَتْ كَما أمَرَتْها حَماتُها.
7 ف َأكَلَ بُوعَزُ وَشَرِبَ، وَكانَ فِي مِزاجٍ لَطيفٍ. ثُمَّ نامَ عِندَ طَرَفِ كَومَةِ الشَّعِيرِ. فَأتَتْ راعُوثُ بِهُدُوءٍ وَكَشَفَتْ قَدَمَيهِ وَتَمَدَّدَت هُناكَ.
8 و َفِي مُنتَصَفِ اللَّيلِ، تَقَلَّبَ بُوعَزُ فِي نَومِهِ، وَمالَ إلَى جَنْبِهِ الآخَرِ. فَإذا بِامْرَأةٍ مُستَلقِيَةٍ عِنْدَ قَدَمَيهِ!
9 ف َقالَ لَها بُوعَزُ: «مَنْ أنْتِ؟» فَقالَتْ راعُوثُ: «أنا خادِمَتُكَ راعُوثُ. افْرِدْ عَلَيَّ ثَوبَكَ، لِأنَّكَ حامٍ لِي.»
10 ف َقالَ لَها بُوعَزُ: «يُبارِكُكِ اللهُ يا ابْنَتِي. هَذا يَدُلُّ عَلَى أمانَتِكِ أكْثَرَ مِنْ أيِّ شَيءٍ آخَرَ. فَقَدْ أتَيْتِ إلَيَّ، وَلَمْ تَذهَبِي وَراءَ الشَّبابِ، لا الأغنِياءَ مِنْهُمْ وَلا الفُقَراءَ.
11 و َالآنَ يا ابْنَتِي لا تَخافِي، فَسَأفعَلُ كُلَّ ما تَطلُبِينَهُ. لِأنَّ كُلَّ شَعبِي يَعرِفُ أنَّكِ تَسْتَحِقِّينَ الإحْسانَ.
12 ص َحِيحٌ أنَّنِي مِنْ حُماتِكِ، لَكِنْ هُناكَ رَجُلٌ أكثَرُ قُرباً لَكِ مِنِّي.
13 ا مْكُثِي اللَّيلَةَ هُنا. وَفِي الصَّباحِ، إذا أرادَ الرَّجُلُ الآخَرُ أنْ يَقُومَ بِواجِبِ الحامِي، فَهَذا حَسَنٌ. فَإذا لَمْ يُرِد، أُقسِمُ بِاللهِ الحَيِّ، سَأقُومُ أنا بِهَذا الواجِبِ. فَنامِي الآنَ حَتَّى الصَّباحِ.»
14 ف َنامَتْ عِندَ قَدَميهِ حَتَّى الصَّباحِ. وَاسْتَيقَظَتْ قَبلَ الضِّياءِ، حَيْثُ لا يُمَيِّزُ النّاسُ مَلامِحَ الآخَرِينَ. إذْ قالَ بُوعَزُ: «لا يَنْبَغِي أنْ يَعْرِفَ أحَدٌ أنَّكِ أتَيْتِ إلَى بَيدَرِ الدَّرسِ.»
15 و َقالَ لِراعُوثَ: «خُذِي عَباءَتَكِ الَّتِي تَلبَسِينَها وَافرِشِيها.» فَفَرَشَتْها، فَكالَ بُوعَزُ سِتَّةَ أكْيالٍ مِنَ الشَّعِيرِ فِي العَباءَةِ، وَوَضَعَها عَلَى كَتِفِها. فَرَجِعَتْ راعُوثُ إلَى البَلدَةِ.
16 و َجاءَتْ راعُوثُ إلَى بَيتِ حَماتِها. فَقالَتْ نُعمِي: «مَنْ هُناكَ؟» فَأخبَرَتها راعُوثُ بِكُلِّ شَيءٍ صَنَعَهُ بُوعَزُ لَها.
17 و َقالَتْ أيضاً: «وَكَذَلِكَ أعطانِي هَذِهِ الأكْيالَ السِّتَّةَ مِنَ الشَّعِيرِ. فَقَدْ قالَ: ‹لا يَنْبَغِي أنْ تَذهَبِي إلَى بَيْتِ حَماتِكِ فارِغَةَ اليَدَينِ.›»
18 ف َقالَتْ نُعمِي لَها: «اجلِسِي هُنا حَتَّى تَعْرِفِي ماذا سَيَحدُثُ. فَبُوعَزُ لَنْ يَهْدأ حَتَّى يُنْهِيَ هَذا الأمْرَ اليَومَ.»